إنَّ الحياة الزوجية، مملكة خاصة لها كينوننتها الفريدة، وقدستيها الأزلية، في الشّرائع والأديان والحضارات، لأنها النواة الأولى التي يقف عليها المجتمع، وهي التربة التي تنمو فيها الأفكار والأجساد، لتشكل خيوط الأمم ونسيجها، كما أنها العش الذي يأوي إليه الإنسان رجلاً كانَ أو امرأه، ويشبع فيهِ حاجاته الأساسية والثانوية، وأيّ خلل فيه سَينعكسُ بوضوح على مرآه المجتمع، وفي زواياه الضيقة والواسعة، ولابدَّ لنا أن ندرك أنَّ الحياة الزوجية أبعد من خيالات وسيناريوهات الأفلام والقصص الرومانسية، التي تقدم المثالية، والكمال على طبق من ذهب للحالمين والراغبين بالعيشة الهانئة، وكلنا نرغب بالعيش الكريم، ولكنَّ توجد أسرار ومفاتيح للحياة الزوجية الناجحة، والرغيدة علينا أن نعرفها ونفهمها قبل أن نطبقها ونمارسها واليكم بعضاَ من هذهِ الأسرار.
أولاً أينَ أنا :
!! لربما سيبدو هذا السؤال غريباً، لأنه من المفترض تعزيز النحن وليسَ الأنا، ولكنَّ هذا الإعتقاد خاطئ، فكثيراً من الأحيان نرى فتاة كانت ناجحة، ومبهرة في حياتها، ولذلك أعجب بها شاب ما وتقدم لها، ولكن بعد الزواج إنطفأ هذا الإعجاب، لأنَّ هذهِ الفتاه أصبحت فتاه عادية ممله، هذفها ترتيب بيتها وطاعة زوجها، وببساطة ذابت في شخصية زوجها، والعكس كذلك ! مما أفقدها جاذبية شخصيتها و نجاحها، لذلك في الحياه الزوجية يجب تدعن الوحدة والاندماج، ولكن مع أن يكون لكل طرف شخصيته، وعلاقاته ونجاحاته الخاصة، التي تجعل منه فردا فاعلا وليسَ قالباً منسوخاً.
ثانياً فن التفاوض ! وهو فن ومقدرة غائبة عن العقلية العربية بشكل عام، لأننا نميل للشجار، ورفض الأخر، ومن هذا المنطلق يؤكد الخبير النفسي الأمريكي جون غوتمان، بعد دراسته العلاقات الزوجية، أنَّ الفرق بينَ النجاح والفشل هو نفسه الفرق بين القدرة على حل وعدم حل المشكلات، ومن الأخطاء التي يقع بها الشباب المقبلين على الزواج، اعتقادهم أنهم سيدخلون عالما خالي من المشكلات والشجار، وحتّى عندما وقعها فهم يتصرفون بطريقة عفوية على إعتبار انَّ المشكلات ستحل لوحدها وببساطة، ولكنَّ الحقيقة الواقعة أنَّ المشكلات تقع دائماً، وفي كل مكان، ويجب على الزوجين الوقوف أمام هذهِ الحقيقة وقفة جادة، ومناقشة أي مشكلة تواجههما بصراحة، وعدم اللجوء للحلول الملتوية الحرد، والزعل، أو إفشاء المشكلة لأحد خارج الأسرة، لأنَّ أي مشكلة بينَ الزوجين، سيكون حلها الأفضل موجوداً عند أصحابها.
ثالثاً ضبط التوقعات ! المقصود هنا أنك أنتِ التي إخترتِ هذا الرجل بهذهِ الشخصية وهذهِ الإمكانات، وعليكِ توقّع ما هو مبني عليها غداً من مستوى معيشة، ومستوى ثقافي، واجتماعي، ولا تقنعي نفسك قبلاً أنَّ الوضع سيتغير لانَّ هذا حال الحياه، قد لا يتغير لذلك عليك الإستعداد لكل ما يترتب على إختيارك وتقبله بعد ذلك بصدر رحب، وحتى إذا حاولت التغير حاول أن يكون لطيفاً ومقبولاً ويناسب ما بينَ أيديكم، لأنَّ تفهّم حياة الطرف الآخر سيقربهم من بعض. في النهاية يجب أن نضع امام اعيننا تقوى الله، ومخافته، لأنَّ هذا أساس الحياة السليمة في كل المجالات وليسَ الحياة الزوجية فقط ولا ننسى الأركان الأساسية لها مثل الحب والمودة والمعاشرة بالمعروف.