هل الحلف البريطاني-الاميركي ومن ورائهم السعودية والاردن بصدد صناعة حركات تطرف شيعية على غرار حركات التطرف السلفية السنية, هذا سؤال يجب على الجميع ان يسأله, الحقيقة انني اخاف على المسلم الشيعي من صناعة حركات تكفيرية تخطط لها المخابرات الاميركية والبريطانية على غرار الفكر السني الارهابي التكفيري, وهو مشابه للحركات التى تتخذ من الفكر الوهابي السلفي خلفية عقائدية لها امثال القاعدة وجبهة النصرة وداعش الخ…, فالسي اي ايه والام اي 6 تجيد اللعب على المتناقضات وصناعتها, اضافة الى صناعة الحدث وردات الفعل عليه, والحقيقة ان الاستعانة باشخاص يكون دينهم دنانيرهم من الذين يتخذون من الدول الانغلوساكسونية مقرا لهم امر سهل نسبيا, كل ما عليهم هو صناعة الحدث والاتيان بأشخاص تجيد فن التمثيل ليدعي انه شيعي الهوى والنشأة, يريد الانتقام من الذين قتلوا ابناء طائفته واتباع اهل البيت في العراق والبحرين وسوريا والكويت, حتى ترى الانفجار الكبير باصطدام الارهابين الاميركي والبريطاني الذي يتخذ شكليا الفكر الشيعي او السني لكن بخلفية صناع الارهاب العالمي المتمثل بمحركي هذه الاحداث من خلف الستار.
لهذا ترى ان خبر التطرف الشيعي والتحذير منه على صفحات الاعلام يرتفع من فترة إلى آخرى, وهو ما يتجلي ببعض التصريحات لشيوخ يحسبون على مذهب اهل البيت, لكنهم يتخذون من بريطانيا مقرا لهم, والذين يتخذون من نظرية التكفير سلعة لهم, للحصول على ارباح مادية واستخبارتية لمنافع خاصة, واذكر منهم الكويتي ياسر الحبيب وقناة فدك البريطانية بشعارات شيعية, وهنا قد يتفاجىء البعض في يوم ما بخروج فرقة أو مجموعة فرق من هذا النوع عن الاجماع الشيعي, على غرار ما حدث عند الأخوة السنة، لكن لمن يعلم بالحقد الانغلوسكسوني يعلم علم اليقين أن كما دعمت المخابرات البريطانية-الأميركية هذا التوجه عند اهل السنة بصناعة كوادر عسكرية وخطباء مساجد وأعلام لهذا المشروع لتأجيج الفتن, وذلك باستعمالها ادوات خليجية وبالاخص العنصر الكويتي للتحريض المذهبي (الكويت لها باع طويل في هذا المجال), فها هي بريطانيا جمعت شمل بعض الانتهازيين الشيعة من اصحاب الفكر التكفيري للغايات نفسها, وتعمل الاستخبارات فيها على دعمهم على أعلى مستوي من تسخير شاشات وقنوات تلفزة وصحف ووسائل اعلامية والكترونية لهم، والبعض منهم بدء بتكفير الشيعة أولا, عملا بالقول انك أما معنا وأما ضدنا، تماماً كما فعل سلفها من داعش والقاعدة عند أهل السنة
لكن لهذا الوضع المستجد قصة قديمة تعود إلى تقرير استخباراتي أميركي يقف ورائه مؤسسة راند الفكرية, والذي يعود لعام 2007, يقول فيه أن في المستقبل القريب سوف نشهد تطرف شيعي ومسيحي في مختلف دول العالم على غرار التطرف السني والذي سيكون التكفير والعنف الدموي نهجا له. والحقيقة هنا أن الاستخبارات الغربية لا تضرب بالرمل، بل هذا يعني أنهم جهزوا الأرضية الخصبة لتلك الحركات المتطرفة, وصولا لإقناع الراى العام العالمي أن الدين هو المشكلة, وهنا اعني الدين على اختلافه وبكافة شرائحه, سواء كان الدين اوالمتدين مسلما أو مسيحيا أو حتى يهوديا, ومثالا على هذا نجاح تلك الأفكار والخطط الهدامة من خلال الحرب العالمية الثانية, والتى هدمت أركان الديانة المسيحية في أوروبا, والذي لا يمكن تجاهله اليوم ان أوروبا اقرب إلى الإلحاد منه إلى أي دين آخر, وهو ما يسعي لبثه من يحكم العالم سرا
كيف يمكن لهذه الاحداث المؤلمة ان تحدث, الامر بسيط فغالبية اعلامنا لا يقوم بالمهام الملقاة على عاتقه, ولا يكشف لراى العام مقدار جنح ذبابة من الارهاب الاميركي والبريطاني وحتى الفرنسي وجرائمهم, بل على العكس فبالرغم من ان الشعب الاميركي يصر على ان من فجر مبنى التجارة العالمي في نيويورك هم السي اي ايه تحت مفهوم الراية المزيفة لاهداف اقتصادية واستعمارية, تجد ان القنوات العربية مجتمعة تملك اصرارا على حماية المخابرات الاميركية من هذه التهمة, وتوجيه هذا الاتهام للاسلام والعرب واسامة بن لادن الذي هو بدوره كان عميلا فوق العادة لسي اي ايه باعترافات المخابرات الاميركية نفسها.
كيف يمكن للمسلم الشيعي ان يقف بوجه هذه الفتنة القادمة بحجة انها دراسة استخباراتية اميركية دون المعرفة بوجود تلك المخططات الشيطانية, وكيف سيتمكن الشيعة من الوقوف بوجه اشخاص سيكونوا عماد هذا المحرقة التى يتم الاعداد لها من رجال عرب ومسلمون اتخذوا من بريطانيا بيتا لهم امثال ياسر الحبيب, واحمد الحسن اليماني الذي يدعي انه اليماني الموعود, وغيرهم يبقي رهن الايام والمستقبل القادم, مع العلم ان من يريد ان يحمي نفسه من الشعوذة الانغلوساكسونية يبداها بكلمة حق هي ابعد ما تكون عن لسان الاعلام العربي والمسلم اليوم, وهو ما لم تبدءه غالبية شاشات التلفزة التى تتدعي حرصها على سمعة الاسلام والمسلمين والشيعة.
طبعا, وكالعادة سيفاجئ الشارع والاعلامي والمفكر العربي والمسلم بما يحدث من حوله, كيف لا وهو المعروف بقصر ومحدودية نظره, وجهله للامور, وهو الذي يسبح ببحر من التحاليل السياسية التى تبنى على اوهام وتمنيات, لهذا سيكون من الطبيعي ان يقع المجتمع العربي بغالبيته في الاخطاء نفسها, لينقسم هذا المجتمع مجددا الى ثلاثة اقسام
الاول: لا يبالي لما يحدث من حوله
الثاني: وهو بغالبيته من الشيعة, والذي سيميل كل الميل الى التعصب الديني والمذهبي ليقول ان هذا الوضع طبيعي بعد معاناة طويلة للشيعة مع الارهاب والتمييز الذي مارسته معهم بعض الشرائح العربية والمسلمة.
الثالث: وهو في غالبته الراى العام الاعلامي والذي يعمل لصالح المشروع الاميركي, والذي سيقول الم اقل لكم ان هناك مشروعا فارسيا صفويا والى ما هناك من تعابير عنصرية, وسيعمد الى الضخ اعلاميا للقول ان هذا هو الواقع الشيعي العنفي وطبيعته الحقيقية, متغاضيا عن حقيقة ان قيادات هذا الارهاب هم من سكان بريطانيا واميركا في الحقيقة, وانهم من الذين يتلقون الدعم المادي والاستخباراتي الغربي, وانها حرب افكار وخطط واستراتيجيات, الهدف منها الانتصار الفكري اولا من خلال تقنيات علم النفس والتحكم بسلوك الافراد والمجتمعات المستهدفة جراء الصدمات الدموية التى يتعرض لها عالمنا العربي
وهكذا وللاسف, سوف نشهد انتصار جديد للمشروع الشيطاني الانغلوساكسوني من خلال جزء من الشارع الشيعي الذي يسكن بريطانيا, وذلك بسبب ضعف النظر والارادة والادارة والمعرفة عندهم.