الزواج عبر الانترنت الدمار القادم من الغرب
تحقيق ـ اعتدال الذكر الله
مع ظهور تقنيات العصر وانتشار تكنولوجيا المعلومات باتت جميع امور بني البشر مسهلة ولا من صعوبة فيها.
تتسابق وسائل التقدم بكافة امكانياتها في خدمة المجتمعات الدولية بما يتناسب مع روح التكاسل والخمول المتعارف عليه حاليا وباتت تلك الوسائل تقدم جل الخدمات بمسمى الحداثة والعصرية والحضارة الزائفة الملوثة بعادات الغرب.
ومن ضمن هذه الوسائل التكنولوجية التي قدمها التطور العلمي لشبابنا ما يسمى (الماسنجر) (الدردشة) (الشات) وبالتالي التعارف الذي قد يقود الى الزواج وقد يسميه البعض الزواج عبر الانترنت.
بات من السهل أن يجد الشاب الشخصية التي يريدها بكافة شروطه الشخصية فما عليه سوى أن يدخل على احدى الغرف الشخصية بغرف الدردشات بالانترنت ويتعرف على من يريد من الفتيات بكافة ارجاء العالم ومن السهل أن يسمع صوتها ويرى صورتها ويتحادث معها من دون عناء او تعب او خوف من رقيب أو ملاحظ وكذا الفتاة في ذلك الأمر.
(الزواج الانترنتي) دمار قادم من الغرب بدأ يغزو مجتمعنا المحافظ المسلم الأصيل ويتمكن من شبابنا وفتياتنا الذين يحتاج لهم الوطن والدين. فما رأي الشباب والفتيات في ذلك وما رأي الشرع في مثل هذا الزواج؟ دعونا نتجول بـين هذه الآراء المتباينة عبر هذا التحقيق.
في البداية قال مصطفى عبد الله / لا اعتقد أن زواج كهذا سيدوم أما من وجهة نظري فإن التعارف الحقيقي ليس به أية مشكلة ولكن الحقيقي فقط.
اما الذي يحدث الآن فكله او معظمه زائف حيث ان الشباب يذكر صفات ليست به وكذلك الفتاة فيخدع الطرفان كل منهما بالآخر وبعد الزواج يكشفان انه لا يمكن لهما الاستمرار.
وقالت زينب طاهر: ان هناك العديد ممن اعرفهم من صديقاتي تعرفن على شباب من الانترنت وهاهم الآن باحسن حال والله وفقهم بالزواج.
المشكلة ليست بطريقة التعارف المشكلة بالشخص نفسه فإذا كان صادقا أو صادقة فالعلاقة تستمر ويمكن تصل الى الزواج.
ويجب اخذ الحذر من بعض المشاكل عند التعارف عن طريق الانترنت.
وقالت / حصة ماجد: من الممكن أن يكون الزواج الانترنتي سليما في حالة إذا كان الطرفان متوافقين لأن المشكلة ليست بالطريقة التي يتعرفون فيها على بعض المشلكة في شباب هذه الأيام اعتقد انهم ليسوا جادين في ذلك وانما يتخذونه من باب اللعب واللهو لا الزواج، ولذلك فإن هذه الطريقة قد تكون غير سليمة وآمنة وعلينا ان نحذر منها.
ويؤكد هذا الأمر ابراهيم السعيد: مضيفا ان هذا الزواج ليستمر يكفي الطريقة التي تعرفا على بعضمها بها , وهل سيثق كل واحد منهما بالآخر بعد الزواج ؟! سوف ترد الشكوك اليهما وقد يفهم كل منهما بانه يعرف شخصا غيره وبهذا يكون الدمار بينهما وتكون الحياة الزوجية قد بنيت على اساس غير صحيح مضمونها الشك القاتل لكلا الطرفين وعمر هذا الزواج قصير جدا فالذي يريد الزواج على اساس صحيح يعرف الى اين يذهب وماذا يعمل !
ويختلف عبد الرحيم الحداد: مع هذا الرأي قائلا: ما المانع لو تعرف الشاب على الفتاة بقصد الزواج وناقشا بعضهما في جميع القضايا وتعارفا حق المعرفة ويكون ذلك عبر الاسئلة التي تطرح بينهما وعلى سبيل المثال كل منهما يطرح على الآخر مسائل فقهية عقائدية وسياسية وتاريخية واجتماعية وعاطفية ودينية حتى يتبين للآخر مدى ثقافة وشخصية وعقلية الآخر. وأنا انصح الشخص الذي تعرف على فتاة عن طريق الانترنت ذا كان خائفا من عدم مطابقة الشخص الذي يتكلم معه بواسطة الانترنت على واقع شخصيته الفعلية عليه أو عليها أن يسأل وهي تسأل عنه بطريقة واضحة بحيث لا تدع شيئا عنه او عنها , وافضل ان تكون هناك مقابلة بينهما بحضور الأهل قبل الزواج لكي يطمئن اكثر.
وترى منال الحجي الأمر من زاوية أخرى قائلة الزواج الذي بهذه الطريقة في نظري يعتمد على حسب الطريقة التي يتعرفون عليها يعني من وجهة نظري إذا هما تعرفا على بعض وكانا صادقين مع بعض منذ البداية ولم يتعديا حدود شرع الله فاعتقد انه لا مانع من هذا الزواج لكن إذا كانت علاقتهما خلاف ذلك فالأمر مرفوض معتقدة انه لا يوجد رجال في هذا الزمن صادقين من هذه النواحي محذرة البنات من عدم تسليم انفسهن لمن هب ودب مهما كان اسلوبه جميلا وطريقته مغرية. نسرين الأحمد قالت: انا ضد هذه الفكرة تماما وانصح كل فتاة بأن لا تقع في مغريات الشباب بالكلام الحلو الذي تميل معه القلوب واقول أن بعض الشباب يتصيد في الماء العكر ليلعب بعواطف البنات واعتقد أنه لا داعي لمثل هذه الاساليب من يريد الزواج عليه باخبار اهله بذلك وهم بدورهم يقومون بهذه المهمة اما الزواج عن طريق الانترنت فأنا ضده ولا يقبله العقل أساسا. وتختلف هدى عبد الرحمن معها قائلة: بالعكس أنا مع الرأي القائل بالزواج عن طريق الانترنت ماذا في المسالة من خطأ لو تعرفت على الشاب وسألت عنه بدقة وكانت صادقة معه وتعاملت معه بجدية وواقعية ولكن بشرط أن لا تصرح هي باسمها الحقيقي أو أي معلومات حقيقية عنها الى ان تعرف ابن من هو ويعمل اين وكيف اخلاقياته فإذا وجدت منه كل خير وانه شاب سليم ومعتدل في سلوكياته لماذا لا تتم علاقتها معه وتكمل مشوارها بالزواج فلدي بعض الزميلات بالفعل قمن بهذه الخطوة وقد نجحن فيها.
ويقول الدكتور خالد الحليبي الاستاذ بكلية الشريعة الإسلامية:
ومن خلال اطلاعي على عدد من الحوادث المريرة التي كانت وسيلتها الماسنجر ومن او الغرف الخاصة في الانترنت تبين لي أن هناك خطرا قادما يتمثل في انهيار الأمر من الداخل بسبب الاخلال بالقواعد العامة للشريعة واعراف البلد فبعد ان كان الشباب يأتون البيوت من ابوابها ويطرقونها بأدب وحشمة واحترام اصبح بعضهم يخترقون حواجز الفضيلة ويتصلون مباشرة بالصوت والصورة والكتابة بالفتيات مباشرة ليحققوا ما يدعون أنه الوسيلة الحديثة للتعارف والتلاؤم النفسي فأنا أرى أنه زواج هش لو حدث لا يتنبأ له العاقل بغير الفشل الذريع فغالب من يعبثون بهذه الطريقة ليس لهم هدف سوى التسلية بأعراض الناس ناسين أن لهم اعراضا يجب أن يحافظوا عليها ان الشرع يدعو المسلم الى الالتزام بالخطوات المعلنة يقول الرسول (>) (اعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدفوف) فالخطبة من الولي والنظر الى المخطوبة بحضور اهلها ومحارمها والزواج بحضور عدد من الناس. ان المجتمع المحافظ الذي تربى على العفة من الوضوح وأن الشريعة الإسلامية الغراء المبهرة لن تقبل أن تستمر مثل هذه العادات الوافدة الموغلة في السوء. واني أنصح الفتاة بما سمعته من عدد القصص الدامية ، ان تبتعد عن هذه الاساليب الملتوية وأن الشاب الذي تتجاوب معه الفتاة من وراء أهلها فإنه لا يقدرها ولا يحترمها بل هو يحقرها في داخلة إذ لو كانت امرأة عاقلة لم تقبل ان تلتف من وراء اسوار منزلها, والتي تقبل بهذا الاستهتار سوف تقبل في المستقبل بكل طارق.